لماذا لا تفهمك أمك؟
يمكن أن تكون أمك في الحياة رفيقة تثقين فيها , أو شوكة تنغص عليك حياتك , أو قاضيا جائرا , أو رئيسا في العمل لا تنتهي مطالبه , أو مستشارة لك ذات ذوق رفيع في الموضة , أو صديقة حكيمة , أو عدوا هدفه أحيانا التأكد من أنك لن تبتسمي بعد اليوم . وربما لهذا السبب لا تتصرفين بشكل صحيح ... فأنت ساخرة , و صامتة , ودائمة الشكوى , وغاضبة . فكيف لشخص أن يكون جزء من حياتك في لحظة ما وغريب عنك في اللحظة التي تليها؟ كيف يُعقل أن المرأة - التي أنجبتك , وأطعمتك , وتولت رعايتك وتنشئتك وقضت معك معظم فترات حياتك أكثر من أي شخص أخر - لا تعرفكِ مطلقا .
ومن الإنصاف أن نقول إن أكثر المواجهات المشحونة بالعواطف هي تلك التي تكون بين الأم وإبنتها . ويعتبر سن المراهقة الوقت الذي تقترن فيه تلك المواجهات بقدر من التحدي أكثر من أي وقت آخر ( أو قولي ليس لها حل !). إن ما ينبغي أن تضعيه في اعتبارك أن كل واحدة منكما لها وظيفة تختلف عن الأخرى . فعليك كبِنت أن تخاطري وتخوضي التجارب وعلى والدتك أن تشرف وتراقب . وبينما تحتاجين للخصوصية في المشاعر , تحتاج الأم إلى أن تشعر بأنها تسيطر على الوضع , ولا يتحقق هذا إلا إذا اطلعت أمك على ما بداخلك من أسرار
إنشاء صداقة حميمة بينك وبين إخوتك
مل ومزعج بالنهار، وودود بالليل . كيف يمكن أن تشعري بشعورين متناقضين تماما تجاه أخيكِ الصغير؟ الآن بعد أن دخلت مرحلة المراهقة، هل من الممكن أن يزعجك ويضايقك إخوتك الصغار أكثر من السابق؟ ألا تشعري أحياناً ( في وقت متأخر من الليل عندما تكوني متأكدة من أن أحداً لن يراك ) أن أخاك الصغير أو أختكالصغيرة هم أكثر من تحبين الجلوس بقربه والسهر معاً أمام التليفزيون؟ لا تنكري أن مشاهدة أفلام الكرتون أو عروض الأطفال يشعرك بالمتعة والراحة وينسيك التوتر، وكأنك عدتِ طفولة من جديد .
ما هو الحل إذاً؟ كيف توازنين بين الشجار العنيف مع أخيك الصغير والاستمتاع الأسري الخاص الذي أصبح يميز علاقتكِ الجديدة معه؟ كيف تجعلينه يكف عن إحراجك في وجود أصدقائك؟ لماذا يستمر أخوكِ في التطفل عليكِ واقتحام غرفتك دون أن يطرق بابها غير مبالي بتحذيراتك وتنبيهاتك السابقة له ليكف عن هذه العادة؟ ما الذي يجذب أختك الصغيرة إلى متعلقاتك الشخصية ويجعلها دائما تعبث بحاجياتك ! والأسوأ من ذلك كله، هو أن صديقاتك يعتقدن أن هل يمكن لأحد ما أن يفسر كيف يستطيع أصدقاؤك أن يعتقدوا أن أخيكِ الصغير " جذاب للفتيات !" ياي !!!.
لا داعي للقلق , فلستِ وحدكِ التي تحاولين تحقيق الانسجام بينك وإخوتك . فكل شخص - بداية من بابا وماما حتى نجوم السينما المفضلين لديكِ - يستطيع أن يسترجع مئات المرات التي تشاجر فيها مع إخوته . إن المشاجرة بين الإخوة والأخوات ( وهي العبارة التي تهدف إلى وصف اللحظات التي تتمنين فيها لو كنت طفلة وحيدة بلا إخوة ) جزء طبيعي من معظم الحياة الأسرية , وأفضل شيء يمكن من خلاله السيطرة على تلك المشاجرات هو وضع قواعد تلتزمين بها أنتِ وإخوتكِ , وهي كالتالي :
ابدئي بالحوار . فالطريقة المثلى لتوضيح فكرتك وإقناع الآخرين بها في أي موقف هي التعبير عن مشاعرك بطريقة هادئة وناضجة . حددي وقتا تجلسين فيه مع أخيك لتناقشا بعضا من المشكلات التي تواجهكما . ولا مانع من أن تطلبي من ماما أو بابا المساعدة من خلال المشاركة كمستمع محايد . وبهذه الطريقة لن ينتهي الحوار بينكما بالسبّ والإهانة أو بمباراة في الملاكمة . كوني صريحة وعادلة . فليس من المقبول , على سبيل المثال , أن تتوقعي جلوس أخيكِ محبوسا في حجرته في الوقت الذي تلهين فيه أنت وصديقاتك . فرغم كل شيء، هو جزء من الأسرة ومن حقه أن يتمشى بحرية في أرجاء البيت .
كوني لطيفة . فأهم شيء ينبغي أن تفهميه عن إخوتك الصغار أنهم يُكِنون لك الاحترام . ومن المحتمل أنهم يحاولون جذب انتباهكِ . فكري في هذا الأمر ! والآن بعد أن أصبح لديك اهتمامات تتسم بالنضج , هل كنت تقضين مع أخيك وقتا قليلا؟ تذكري , إن صبيا في التاسعة من عمره لا يمكنه بسهولة أن يعبر عن خيبة أمله عندما تفضلين اللهو مع صديقاتك على أن تلعبي معه ألعاب النينتندو ؟ فربما يتصرف أخوك بسذاجة لكي يشد انتباهكِ إليه؛ اشرحي له أنك بحاجة إلى قضاء وقت لوحدك مع صديقاتك ولكن تأكدي من أنه يفهم أيضا أنك ما زلت تحبينه وتريدين قضاء بعض الوقت معه .
حددي وقتا خاصا . خططي لقضاء بعض الوقت مع إخوتك الصغار بمفردكما . فربما تساعدين أختكِ الصغيرة في تصفيف شعرها أو تصطحبين أخيك للتسوق وشراء بعض الملابس الصيفية , لأن الصغار يقدرون آراء إخوتهم وأخواتهم الكبار عندما يتعلق الأمر باختيار ملابسهم , وأصدقائهم , ونوع الموسيقى التي يسمعونها . فأنتِ بالنسبة لهم قدوة يحتذون بها .
أظهري الاحترام المتبادل . هل تعرفين أنك لستِ الوحيدة التي لك احتياجات , وأنك ربما تتسببين في مضايقة إخوتك الصغار . فهل تجلسين طويلا أمام الانترنت؟ وهل تعزفين موسيقى صاخبة تجعل من الصعب على أخيك الصغير التركيز أثناء عمل واجباته المدرسية؟ وهل تسخرين منه أو تشتمينه في وجود أصدقائك؟ هناك مثل قديم ينطبق على هذه الحالة وهو : " عامل الآخرين مثلما يعاملوك ". وفي حالة مضايقة إخوتك الصغار فإن الرد يكون مضاعفا .
شاركيهم في تنفيذ مشروع ما . ربما تعتقدين أنه ليس بينك وأخيك شيء مشترك , ولكن هناك شيء مشترك ... بابا وماما ! لماذا لا تشتركان سويا في شراء هدية عيد ميلاد أو كارت تذكاري لماما أو بابا أو أي فرد في الأسرة . وربما تكون لديكما الرغبة في إعداد شيء خاص لوجبة أو عطلة عائلية .
اسمحي لهم بالجلوس معك في وجود صديقاتك . ما المشكلة إذا سمحت لأخيك الصغير أو أختك الصغيرة بأن يجلس، أو تجلس، معك في الحجرة في وجود صديقاتك؟ ربما يكون السبب في سلوكهم السخيف هو الفضول والرغبة في معرفة ما يتحدث عنه أصدقاؤك . فإذا تركت إخوتك الصغار وسط صديقاتك بعض الوقت , فسيزول اللغز بالنسبة إليهم، وربما قبل أن تتوقعي، سيتركونك مع صديقاتك من تلقاء أنفسهم لممارسة ما يهمهم . وفعلا , بعد دقائق معدودة من حديث صديقاتك الممل عن أصدقائهن وعن المكياج , لن يتحمل أخوك الصغير البالغ من العمر سبع سنوات هذا الحديث وسينطلق إلى الخارج ليلعب كرة القدم !
خذيهم في حضنك . فالعلاقة الحميمة التي تبنيها الآن ستستمر طيلة حياتك إذا حالفك الحظ . خذي الوقت الكافي لتقتربي منهم وتفتحي لهم قلبك , كأن تشاهدي معهم التليفزيون وتشاركيهم في تناول بعض الفشار . وربما لا تبدو فائدة من ذلك , ولكن فيما بعد ستكوني سعيدة بوجود أخ أو أخت لك يلتفون حولك ويساندونك .
لا مانع من الشجار طالما تعقبه المصالحة . من غير الممكن أن تتوقعي عدم حدوث مشاجرة بينك وبين أخيكِ الصغير على الإطلاق؛ ففي بعض الأحيان يكون الشجار معه شيئا عاديا . فإذا ساءت حالتك المزاجية إلى حد بعيد , خذي وقتك حتى تهدئي؛ ثم ابحثي عن أخيك - ربما يكون جالسا في حجرته حزينا , وحاولي أن تسوي الخلاف معه