الشجار العادل
من السهل أن تفقدي أعصابك عندما يعاملكِ شخص ما بطريقة غير مهذبة أو وقحة، وليكن مثلا صديق أو أى فرد من أفراد العائلة. فالمهم إدراك أن الشعور بالغضب هو شعور إنساني طبيعي تماما مثل الشعور بالسعادة والخوف والحزن. فأية علاقة حميمة استمرت لفترة طويلة من المقدر لها أن تصاب بالفتور عندما تواجهها بعض العقبات من فترة إلى أخرى. والمفتاح لاستمرار هذه العلاقة هو الحيلولة دون تفجر الخلافات وتحولها إلى حروب ضارية ويكون ذلك بمعالجة بؤر الخلاف والتعرف على المشكلات المسببة لها في المقام الأول. وفي المرة القادمة عندما تهدد حرب الكلمات باحتدام الخلاف، ضعي استراتيجية وأعيدى إشعال مشاعر الحب عن طريق اتباع الأساليب التالية لتسوية الخلافات:
حددي بالضبط ما الذي تسبب في شعورك بالغضب. ففي بعض الأحيان قد تكون هناك عوامل كثيرة تسببت في شعورك بالغضب أكثر من الموقف الذي تعتقدين أنه السبب. ولذا، قبل حل المشكلة تأكدى من أنك تعرفي جيدا سبب الشجار.
حاولي فهم مشاعرك. فقد تخطئين عادة في فهم أسباب شعورك بالغضب، فهل هو بسبب جرح مشاعرك، أم لشعورك بالإحباط. فكري جيدا قبل الإجابة. وضعي في اعتبارك أن التصرف الذي أغضبك هو الذي تسبب في الوقت العصيب الذي تمرين به وليست شخصية صديقتك.
لا تبدئي بالهجوم. حاربي شعورك المُلح بسرد الخصال السيئة. وحتى إن كان ذلك آخر شئ تودين قوله، ابدئي بترديد العبارات الإيجابية، مثل "أنا متأكدة أنك لا تدركين...، أو "أنا أشعر أنك تجاهلتيني عندما ....." فهذه العبارات لها تأثير فعال عند فتح باب النقاش بدلا من أن تقولي عبارات مثل "كل ما فعلتيه...." أو "أنت شخصية حمقاء لا تراعي مشاعر الآخرين".
لا تحيدي عن الموضوع. اجعلي النقاش مقصورا على الحدث الذي تسبب فيما تشعرين به. ولا تسترجعي الإساءات السابقة. وابتعدي عن ترديد عبارات مثل "أنت دائما..." و"أنت لم تكوني....". فعادة ما تزيد هذه العبارات من حدة الخلاف وتوسع دائرة النقاش.
انتقي ألفاظك بحكمة. وقللي من رغبتك في توجيه الإهانات، فهدفك هو حل المشكلة وليس تأجيج الخلاف. فإذا حاولت الانسحاب أو العقاب باستخدام الكلمات كسلاح لك، فإنك بالطبع تحيدين عن الطريق السليم.
لا تغادري المكان. ولا تلزمي الصمت وصديقتك تحاول شرح موقفها، فذلك يعتبر بالتأكيد من أكثر الاستراتيجيات التي أثبتت فشلها. ولا يشعر الإنسان بالسعادة حين يختار المواجهة فهي ليست بالأسلوب الذي نجيده ولذا فنحن نعتقد أن المشكلة ستزول من تلقاء نفسها. ولكن كلما طالت فترة انتظارك للتعامل مع المشكلة، كان من الصعب حلها. كوني صادقة وحازمة وابدئي بعبارة مثل "أكره ما أشعر به الآن وأرغب في التحدث إليك بخصوص هذا الأمر".
لا تتوقعي أن المشكلة ستُحل بنسبة 100% لصالحك. فأية علاقة تتمحور حول الحل الوسط. لذلك ركزي على كل الأشياء الجيدة بعرضها أمامك على الطاولة. فلا يوجد شخصان على وجه الأرض متفقان دائما طوال الوقت، أو يفوزان في نهاية الشجار.
اعلمي جيدا أن في هذه الحياة نادرا ما تجدي شخصا دائما على صواب أو دائما على خطأ. وإذا انكرت هذه الحقيقة فإنك قد تكونين مسئولة إلى حد ما عن الوضع الذي أنت فيه، وبالتالي قد تزيدين من صعوبة الموقف على الطرف الآخر للاعتراف بخطأه.
حاولي أن تضعي نفسك مكان الشخص الآخر. واحترمي وجهة نظره حتى يفكر فيما تشعرين به إذا اختلفت الأدوار. وانصتي جيدا لما يقوله ولا تقاطعيه في الحديث. إن كونك على صواب لن يكون شيئا جيدا إذا كان الثمن في النهاية هو إنهاء العلاقة.
10. إذا كنت غير مستعدة لقول ما ينبغي عليك قوله، وإذا كنت تشعرين بجرح عميق أو يملؤكِ الغضب أو الإحباط، حاولي كتابة خطاب تشرحين فيه بالتحديد شعورك دون أن يقاطعك الطرف الآخر. فبإمكانك أن تأخذي ما تحتاجينه من وقت للتعبير عن مشاعرك الحقيقية دون أن تتأثري بوجودكما وجها لوجه. كما سيتيح ذلك الوقت الكافي لصديقتك بأن تفكر في الأمر مليا قبل الرد عليك.
ومهما كان الموضوع الذي نشأ حوله الشجار، فالمهم حل الخلاف قبل حدوث خسارة دائمة. فتعلم كيفية التعامل مع الخلافات يمكن أن يساعدك بشكل فعال في أن تنجحي في علاقاتك مع من تهتمين بأمرهم في حياتك ككل