قصة حب شاب وجارية

توبة شاب وجارية
روى ابن قدامة فى كتابه:التوابين هذه القصة فقال:
كان بالكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد وكان احد الزهاد فنزل فى جوار قوم من النخع فنظر الى جارية منهم جميلة فهويها وهام بها عقله
ونزل بها مثل الذى نزل به
فأرسل يخطبها من ابيها فاخبره انها مسماة لابن عم لها
واشتد عليهما مايقاسيان من الم الهوى فارسلت اليه جاريتها فقالت له :
قد بلغنى شدة محبتك لى وقد اشتد بلائى بك لذلك مع وجدى بك فان شئت زرتك وان شئت سهلت لك ان تاتينى الى منزلى
فقال الشاب للجارية :لا واحدة من هاتين الخصلتين : (انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم)اخاف نارا لايخبو سعيرها ولايخمد لهبها فلما انصرفت الجارية وعادت اليها اباغتها ما قال..
فقالت الفتاة :واراه مع هذا زاهدا يخاف االله تعالى ؟!!والله مااحد احق بهذا من احد..وانه رب العباد جميعهم
ثم انخلعت من الدنيا ،والقت علائقها خلف ظهرها ولبست المسوح وجعلت تعبد االله حق عبادته وهى مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى واسفا عليه حتى ماتت شوقا اليه
فكان الفتى ياتى قبرها يزورها بين الحين والاخرى وفى ليلة من الليالى رآها فى منامه وكانها فى احسن منظر وابهى صورة فقال : كيف انت ومالقيت بعدى ؟فقالت:
نعم المحبة ياحبيبى حبكا حب يقود الى خير واحسان
فقال على ذلك :الام صرت ؟ فقالت:
الى نعيم وعيش لازوال له فى جنة الخلد ملك ليس بالفانى
فقال لها :اذكرينى هناك فانى لست انساك ...
فقالت :ولاانا واالله انساك ،وقد سالت ربى ،مولاى ومولاك ،فاعاننى على
ذلك بالاجتهاد . ثم ولت مدبرة ،فقال لها :متى اراك ؟
قالت ستاتينا عن قريب ،فلم يعيش الفتى بعد الرؤيا الا سبع ليال حتى مات _رحمهما االله تعالى _